الفصل الأول: الوعي بالتاريخ ودوره في إحداث النهضة
فهرس المقال
- الفصل الأول: الوعي بالتاريخ ودوره في إحداث النهضة
- رؤية كولن للتاريخ
- ثقافة كولن القرآنية
- تأثر كولن بالسيرة النبوية
- آداب الترقي الروحي
- البنى الفاعلة في الحراك التاريخي
- المظاهر المعمارية العتيقة
- لماذا الارتباط العميق بالتاريخ؟
- السمة الفارقة لتنظير كولن
- استلهامات كولن من التاريخ
- أهمية استيعاب الكُنْه التاريخي
- التاريخ وبناء الهوية
- نموذج الفاعل التاريخي
- الصدارة واستحقاقاتها
- مقام خيرية الأمة
- فلسفة التبليغ عند كولن
- قراءة كولن للتاريخ قراءة علمية
- قانون الاستخلاف
- دور القادة والساسة في الظفر بالرهانات
- مهمة رجل الفكر ونضاله
- البكائية
- جميع الصفحات
المظاهر المعمارية العتيقة
وللمحيط دور في ربط الفرد بالتاريخ، ذلك أن شواهد العراقة والاسترسال في الزمن تبدو في اللغة والتقاليد والفن، والأخلاق والمناهج الحياتية عامة، وتبدو كذلك في المعمار.. فالمظاهر المعمارية العتيقة وجه بيداغوجي ووجداني يشد الروح والنفسية إلى الماضي، إلى التاريخ، وتعتبر في هذا المجال -بحق- حواضر تركيا سنفونية حافلة بالمعالم المعمارية التي اكتسبت مع الزمن قيمة النص المكتوب، والنصب الإشهاري، والبيان الموثق، لتفاصيل الماضي، والمعبّر على جهة النسب والانتماء.
ولقد شمل العسف والتخريب التغريبي مجالات الحياة عامة في معتقداتها وسجاياها ومُثُلها، وهو ما نبَّه إليه الأستاذ كولن؛ حيث لاحظ قائلاً: "إن ما تعرَّض لشؤم الإبعاد والترك والنسيان في هذا البلد منذ قرنين، ليس الزي والفكر وفلسفة الحياة حصرًا، بل ثقافتنا الملّية المعنوية، وحسّنا التاريخي، ونظامنا الأخلاقي، وفهمنا للفضيلة، وتصوّرنا الفني، وجذورنا المعنوية أيضًا قد تعرضت - وربما مع ضرر أعظم- إلى التآكل"[6].
بل إن سقوط الأمة وفقدانها لما كان لها من شأن إنما كان بسبب ابتعادها عن الدين الحنيف.
- تم الإنشاء في