الفصل الأول: الوعي بالتاريخ ودوره في إحداث النهضة
فهرس المقال
- الفصل الأول: الوعي بالتاريخ ودوره في إحداث النهضة
- رؤية كولن للتاريخ
- ثقافة كولن القرآنية
- تأثر كولن بالسيرة النبوية
- آداب الترقي الروحي
- البنى الفاعلة في الحراك التاريخي
- المظاهر المعمارية العتيقة
- لماذا الارتباط العميق بالتاريخ؟
- السمة الفارقة لتنظير كولن
- استلهامات كولن من التاريخ
- أهمية استيعاب الكُنْه التاريخي
- التاريخ وبناء الهوية
- نموذج الفاعل التاريخي
- الصدارة واستحقاقاتها
- مقام خيرية الأمة
- فلسفة التبليغ عند كولن
- قراءة كولن للتاريخ قراءة علمية
- قانون الاستخلاف
- دور القادة والساسة في الظفر بالرهانات
- مهمة رجل الفكر ونضاله
- البكائية
- جميع الصفحات
تأثر كولن بالسيرة النبوية
صلة كولن بالتاريخ، تترجم صلة روحية وفكرية وثقى تربطه بالسيرة النبوية. من هنا كانت له تلك العلاقة الوجدانية بالبقاع المقدسة، وخاصة تلك المواقع التي قُدِّرَ لها أن تكتسب بُعْدَ المرموزية التحنُّفية للرسول -صلى الله عليه وسلم- مثل غار حراء. فتعلقُ وجدان كولن بحراء أمرٌ لا مراء فيه، بدليل أننا رأيناه يطلق اسم "حراء" على أول مجلة عربية تصدر في تركيا المعاصرة. بل إن لحراء أثرًا سلوكيًّا في روح كولن، فحراء -إذا ما تأملنا موحياتها- كانت هي معتكَف الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وموطن هجرته إبان تهيؤه لاستقبال رسالة الله إلى العالمين.
وسنرى كولن يجسّد -هو كذلك- في سيرته الدعوية تجربة حرائية، فيها بعض ما يتشاكل -اقتداء- مع سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- واعتكافه الأزكى بغار حراء. لقد تأبَّى كولن إلا أن يجعل من صحن المسجد مسكنه وموضع إقامته، بل لقد أبى في مستهل أطوار تدرجه في الدعوة، إلا أن يجعل من نافذة أول مسجد تولى الوعظ فيه، مَقرًّا له، ومثوى يؤول إليه آخر النهار، وبذلك الخيار تكون العلاقة الاقتدائية مع خير الخلائق محمد -صلى الله عليه وسلم- قد أخذت طابعًا عمليًّا؛ إذ إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يتهيأ للاضطلاع بالحدث الدعوي، كان قد اتخذ حراء مسكنًا يغشاه، ومستقرًّا يلازمه، ويتفرغ فيه للتبتل وتزكية النفس.
- تم الإنشاء في