هـذه -أخي القارئ- بعضٌ من أفكار ومشاعر ومعانٍ جاءت على صفحات هذا الكتاب، ومؤلف الكتاب العالم الكبير الأستاذ فتح الله كولن لم يزعم أنه في معرض التفسير لما تناوله من آيات قرآنية، على الرغم من امتلاكه لكل شروط المعرفة التفسيرية وأدواتها. وكُلُّ الذي فعله أنه سجّل في هذا الكتاب ما تلقاه من وَمَضاتٍ والْتماعات وإشارات من بعض مَا تَألّقَ في سماء وجدانه المرهف من نجوم القرآن، ومع ذلك فإنه لم يغفل تماماً آراء المفسرين في الآيات التي عرض لها، غير أنه توسع بعض الشيء فيها، وانقدحت في خاطره أفكارٌ وَمَعَانٍ جديدة مضافة، تحتملها الآية من حيث تركيبها اللغوي والبلاغي، ولا تشتطّ أبداً في الابتعاد عن أصول التفسير وقواعده المعروفة. ولا شك أنَّ هذه الخطرات أملتها ظروف العصر، وظروف الدعوة الإسلامية المعاصرة، وأوحت بها معارف العصر وعلومه وتوجهاته الفكرية والروحية.