إن مفهوم الجهاد قد كسب ميزة أخرى بظهور الإسلام، إذ صار عَلَماً على تحقيق إيصال الإنسان إلى الله سبحانه و تعالي بإزالـة العوائق بينه وبين الله تعالى. وحيثما يُذكر الجهاد في الوقت الحاضر يرد هذا المعنى على البال. إن الجهاد في سبيل الله يجري في جبهتين اثنتين: الأولى، موجهة إلى الداخل. والأخرى موجهة إلى الخارج. ويمكننا أن نعرّف كلاً من الجهادين بالآتي: إن بذل الجهد إلى الداخل عبارة عن عملية إيصال الإنسان إلى ذاته وإلى ربه. أما الجهاد الآخر الموجه إلى الخارج فهو عملية إيصال الآخرين إلى ذواتهم وإلى ربهم. ويطلق على الأول "الجهاد الأكبر" وعلى الثاني "الجهاد الأصغر". حيث إن الإنسان بالأول يبلغ معرفة نفسه بعد اجتيازه العقبات بينه وبين نفسه حتى يبلغ معرفة الله ومحبة الله والذوق الروحاني. أما بالثاني فتتحقق بإزالة الموانع بين الإنسان والإيمان بالله سواء بالنضال أو القتال، لإيصاله إلى الله تعالى ومن ثم التعرف عليه والعروج في معرفته.