الفصل الأول: الوعي بالتاريخ ودوره في إحداث النهضة
فهرس المقال
- الفصل الأول: الوعي بالتاريخ ودوره في إحداث النهضة
- رؤية كولن للتاريخ
- ثقافة كولن القرآنية
- تأثر كولن بالسيرة النبوية
- آداب الترقي الروحي
- البنى الفاعلة في الحراك التاريخي
- المظاهر المعمارية العتيقة
- لماذا الارتباط العميق بالتاريخ؟
- السمة الفارقة لتنظير كولن
- استلهامات كولن من التاريخ
- أهمية استيعاب الكُنْه التاريخي
- التاريخ وبناء الهوية
- نموذج الفاعل التاريخي
- الصدارة واستحقاقاتها
- مقام خيرية الأمة
- فلسفة التبليغ عند كولن
- قراءة كولن للتاريخ قراءة علمية
- قانون الاستخلاف
- دور القادة والساسة في الظفر بالرهانات
- مهمة رجل الفكر ونضاله
- البكائية
- جميع الصفحات
التاريخ وبناء الهوية
تقر القناعة لدى كولن بحتمية الاسترشاد بالتاريخ في مهمة بناء الهوية، لاسيما حين يكون المنطلق هشًّا، وتكون الصلة مع الماضي مقطوعةً؛ إذ عملية البناء تعني -بالضرورة- وصل الأواصر مع الماضي، وتحيين وقائعه ورموزه وشعاراته وروحيته؛ لأن بهذه المقومات يقع الاستئناس، ويتقوَّى الاستيثاق، وتتصلب العزيمة.
ومن الطبيعي أن تكون عملية الاسترشاد هذه قراءةً معمقة لثنايا الماضي، وتشخيصًا شاملاً لمواطن الضعف والقوة فيه، فما كان سلبيًّا تفاداه المهندسون، وما كان إيجابًا تبنوه، وأعادوا تثميره؛ لأن ذلك يكفل التأصيل في ما يُنجَز، وعدم هدر الإمكانات في الرهان على الهجنة والحسابات المغلوطة.
ولا يقوم بمهمة الاستثمار هذه إلا طرازية من الفاعلين، المتنورين "أطباء المعنويات القادرين على تشخيص بؤسنا الداخلي والخارجي ومداواته، ومرشدين صادقين مشدودين إلى الأخرويات من غير انقطاع.. وسيولد هذا التَّكوُّن الجديد من قيمنا التاريخية وحضارتنا وثقافتنا ورومانسيتنا"[10].
- تم الإنشاء في