الفصل الثالث: عودة الفرسان نص المولد وخطاب الوداع
فهرس المقال
حين يخوض الأنصاري[1] في توثيق سيرة الداعية المصلح فتح الله كولن، تكون الكتابة بالنسبة إليه استشفاءً، وتجملا، ومقاومة لكوابيس الداء العضال، واستجماعا لكل ما في المعين من بذور وفسائل عاجَلَها الرحيلُ عن أن تتفتح وتزدهر وتستوي على سوقها.
يمكن أن يقال عن هذه الرواية إنها النص الوداع، الرسالة الوصية، البيان الختامي، المتن الوديعة، بل إنها صوت احتسابي صادر عن نفس تنحني في مقام الاستسلام، وتذعن للقدر برضى، كما يقتضي الإيمان من المسلم الحق.
إنه النص الجسر الواصل بين إسطنبول ومكناس، نص حَوْلِيٌّ اختزل الأجندة، واختصر في فصوله أطوار حياة الأنصاري، من حيث شَعر الأنصاري أو لم يشعر. كتابة هذا النص هي في الأساس تنقيب في مراحل سيرة الداعية فتح الله، لكنها غدت في استطرادات عدة من متنها كتابةً عن الذات، ولا غرو أن تتلابس الأشجان، فالمرء مع من يحبّ، والروح تتعشق أن تُنَوِّهَ بشمائلها الشخصية من خلال التنويه بأشخاصِ مَنْ تتجسَّد فيهم تلك الشمائل.
- تم الإنشاء في