لقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلّ جميع المشاكل والمعضلات بكل يسر وسهولة دون أن يقع في دائرة مفرغة من استخدام الضغوط والإرهاب والقوة الطاغية، بل أخذ الإرادة الإنسانية الحرة بنظر الاعتبار واحترمها وربّاها. ولو أخذتَ هذه الناحية فقط بنظر الاعتبار دون النظر إلى حالاته الخارقة للعادة ودون النظر إلى معجزاته العديدة، لآمنتَ بأنه رسول من عند الله.
إن الرسول صلى الله عليه وسلم أكمل من رئيس عائلة مثالي. فقد كان حبيب قلوب زوجاته وأولاده ومعلم عقولهم ومربي أرواحهم. وعندما كان يقوم بهذه المهمة لم يكن يفرط قيد شعرة بوظائفه تجاه الأمة. وهذا دليل ساطع على نبوته، ولو لم يكن هناك دليل آخر لكانت رئاسته العائلية والخط الذي سار عليه دليلا كافيا على نبوته.