كل الأنبياء معصومون، لأنهم مختارون من قبل الله تعالى لأداء مهمة خاصة جدًّا، لذا فقد صانهم الله على الدوام وزودهم بصفة العصمة. فلكي يكونوا أئمة الهدى وقدوة الإنسانية جمعاء، عليهم أن يحافظوا على منـزلتهم السامية وموقعهم الطاهر وأن يصونوا أنفسهم من أي تلوث لكي لا ينحرف أتابعهم. وما ينسب إلى بعض الأنبياء من الهفوات أو الهَنَات لا تعد ذنوباً أصلاً. وما نسميه نحن بالهفوة أو الزلة إنما يتعلق بمقامهم السامي، أي أن هذه الهفوات بينما لا تعد شيئًا بالنسبة لأمثالنا، إلا أنها تعد زلات بالنسبة للمقربين إلى الله.
أجل، كل نبي معصوم، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو في قمة العصمة؛ ذلك لأن كينونته عُجنت بالتجليات الإلهية، وكان قلبه على الدوام مرآة لتجليات الله وتعالى، لذا فمثله لا يكون إلا في أعلى قمة العصمة.