إنه صلى الله عليه وسلم فخر البشرية جمعاء. فمنذ أربعة عشر قرنا يقف وراءه أكبر الفلاسفة وأعظم المفكرين وأشهر العباقرة وأذكى رجال العلم الذين زينوا سماء الفكر عندنا... يقفون وراءه خاشعين قد عقدوا أيديهم أمامهم وهم يخاطبونه ويقولون له "أنت الإنسان الذي نفخر بانتسابنا إليه."
إن الزمن يتقادم ويشيخ وإن بعض المبادئ والأفكار تتعفن وتتهاوى. أما منـزلة الرسول صلى الله عليه وسلم فستبقى متفتحة في الصدور كأكمام الورود العبقة أبد الدهر، وستبقى نضرة في القلوب على الدوام.
أجل! فلو عرفته البشرية حق المعرفة، وفهمته حق الفهم لهامتْ به حبا ووجدا. ولو تغشت الأرواحَ ذكراه الجميلة لثارت أشواقها وفاضت عيونها بالدموع ولاقشعر جلدها وهي تخطو عالمه، عالم النبوة الطاهر.