الشورى
"سل خبيراً.. فخبرتان اثنتان أفضل من خبرة واحدة".
الشورى هو الشرط الأول لصحة القرارات المتخذة وصوابها. والقرارات المتخذة حول أمر ما أو مسألة ما إن لم يتم التمعن فيها جيداً وعرضها على أفكار الآخرين لنقدها ستنتهي في النتيجة إلى الخسران والهزيمة. ومن الملاحظ أن الشخص المنغلق بأفكاره والذي لا يحترم أفكار الآخرين ويكون بمعزل عنهم يكون معرضاً للأخطاء -وإن كان شخصاً ممتازاً بل عبقرياً- أكثر من الشخص الذي يستشير الآخرين في كل أفكاره.
أعقل الناس هو أكثرهم احتراماً للشورى، وأكثرهم استفادة من أفكار الآخرين. إن نفوس وأرواح الذين يكتفون بأفكارهم عند قيامهم بأي نشاط بل حتى بفرض أفكارهم على الآخرين لم تنضج بعد، لذا فلا يثيرون سوى النفور عند الآخرين.
وكما أن الشورى شرط أولي للحصول على نتائج جيدة. فإن الرجوع إلى آراء الأصدقاء وعدم إهمالها وسيلة مهمة ضد حصول نتائج وخيمة.
قبل مباشرة أي نشاط يجب القيام بكل الاستشارات اللازمة وعدم القصور في اتخاذ التدابير اللازمة لكي لا يتم اتهام هذا وذاك ونقد القدر فتتضاعف بذلك المصيبة الناتجة عن سلوك طريق خاطئ. أجل! فقبل القيام بأي عمل وبأي نشاط إن لم يتم التفكير جيداً في العاقبة وإن لم تؤخذ آراء المجربين فلا يمكن التهرب من عاقبة خيبة الأمل والندامة.
كم من نشاط وعمل بدئ به دون إمعان فكر، لذا فلم يتم تسجيل خطوة واحدة فيه إلى الأمام... ليس هذا فحسب بل خسر القائمون به سمعتهم كذلك. أجل! فالشخص الذي يحاول تحقيق كل ما يخطر على باله، عندما يصاب بخيبة الأمل عاجلا أم آجلا نتيجة سلوكه مثل هذه الطرق الخاطئة، يقع في اليأس حتى في الأمور التي يستطيع إنجازها.
على الإنسان ألاّ يفتح أبداً أبواباً لا يستطيع سدها، وإلاّ تسربت إلى الداخل أنواع من الشرور من المنافذ المفتوحة، وهذه الشرور تقضي على الآخرين وعلى كرامته ايضاً. فكم من غافل انساق وراء خيالاته دون أن يستشير أحداً فلدغته الثعابين التي نبهها وأيقظها من جحورها فأخرجته خارج الصف وشلت حركته. والخطب قد يكون يسيراً لو أنه وحده كان الخارج من الصف ووحده المشلول.
- تم الإنشاء في