سر الابتسامة
لا يعلم الغيب إلا الله تبارك وتعالى، وأحيانا يُطلع الله بعض ملائكته أو بعض رسله على الغيب، ليكون هذا تصديقا لهم في دعوتهم، ﴿وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ﴾ (البَقَرَة:255).
يقول الشيخ فتح الله كولن:
"ينقل الحاكم في المستدرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أن أمته ستُفتح إسطنبول التي كانت تُدعي آنذاك بالقسطنطينية، والرواية هي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لَتفتحنّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش".
وقد حاول كثير من الحكام العظام والقواد الكبار فتح إسطنبول في كل عهد، لكي يكونوا هم المعنيين بهذه البشارة، ولكنهم أتوا الى إسطنبول ثم رجعوا عنها، وها هو الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري الذي يعد ضريحه في إسطنبول جوهرة ثمينة في صدرها شاهد من الشهود حول مجيء الكثيرين إلى أسوار إسطنبول ثم رجوعهم عنها.
إن "أُولوباطْلي حَسَن" الذي تسلّق أسوار إسطنبول في يوم فتحها لم يكن جنديا عاديا، بل خرّيج مدرسة "أندرون" التي كانت أفضل المدارس آنذاك، وصديق دراسة لمحمد الفاتح، كانوا ثلاثة أصدقاء منهم "خضر جَلَبِي" القاضي الأول لإسطنبول فيما بعد، وأولوباطلي حسن، ثم الفاتح الكبير محمد الثاني..
وكان هؤلاء الثلاثة قد درسوا معا ونشأوا معا، وكانوا طلابا في حلقة الدراسة نفسها.
يوم الفتح تسلق "أولوباطلي حسن أسوار إسطنبول، واستطاع أن يثبت العلم العثماني على سورها رغم أن جسمه قد أثخن من كثرة الطعنات والجروح.
بعد قليل كان محمد الفاتح بجانبه، فرأي ابتسامة عريضة ترتسم على وجه هذا البطل المسجي على الأرض سأله بحَيرة: "ما هذه الابتسامة على شفتيك يا حسن!"
أجابه: "لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجول هنا، لقد شاهدتُ وجهه الجميل.. هذا سبب سروري".
المصدر: جريدة الأهرام، 12 نوفمبر 2002.
- تم الإنشاء في