الفصل الثالث: تجربة الخدمة..لبنة على طريق نهضتنا المعاصرة
فهرس المقال
- الفصل الثالث: تجربة الخدمة..لبنة على طريق نهضتنا المعاصرة
- ونحن نبني حضارتنا
- العولمة والعولمة المضادة
- المآل المشؤوم
- كيف يقرأ كولن الأحداث؟
- دعوة كولن... عوائق وحقائق
- حراء الرمز
- إعادة تركيب كيان الأمة
- نظرة كولن إلى الحضارة
- بداية الدعوة وتكوين الإنسان الفاعل
- المدرسة، الإنسان، الحضارة
- النهضة بين المدرسة الكسيحة والمدرسة الناجزة
- أهم ما تسعى إليه المدرسة الناجحة
- البيئة والبناء
- الكلمة المفتاحية
- جميع الصفحات
العولمة والعولمة المضادة
حين انطلقت القوى والكيانات الدولية، والشركات المتعددة الجنسيات والقوى الاحتكارية، وراحت تُرسي سلطانها على الأرض تحت عنوان العولمة، انطلقت بالتوازي زُمَر من شباب الخدمة ورجالها الطيبين، يسعون هم أيضًا إلى أن يضعوا أرجلهم على الطريق، ويبدأوا في اغتراس بذور الخدمة عبر الأقطار والأصقاع التي وصلوها كطلائع مسلمة تملك من المال قدرًا ضئيلاً، وخبرتها في التثمير محدودة، ولكن لها طفوح إيماني قوي يجعلهم يتقبلون تحمُّل التحديات، ويعملون على تخطّيها بالصبر والتدبير والاستعانة بالله.
لقد كانوا تعلموا في دروس الوعظ والتوجيه التي داوموا عليها سنوات وسنوات في حلقة أستاذهم كولن ومجالسه وخطبه، أن الأعمال الكبرى في التاريخ بدأت صغيرة، بل بدأت في صورة أفكار، ثم تحولت بالإصرار والعزيمة إلى برامج وخطط ومنشآت حازت موقعها في تاريخ الإنسانية.
كان كولن يدرك أن الرأسمالية التي انفسح لها الطريق عريضًا، ستحمل للمجتمعات مزيدًا من شرور الربا والاحتكار والابتزاز. وكلها أمراض وإن واتاها الظرف الجديد، وساعدها على التوسع والازدهار، فإن ذلك لن يدوم ولن يستمر إلا لبعض الوقت؛ لأن نظم التعامل الجائرة والقائمة على أخلاقيات النهب والاستئثار، مآلها إلى السقوط، وأنه كما سقط النظام الشيوعي لخروجه عن حدود الفطرة، ومخالفته روح المنطق الاجتماعي السوي، لا محالة سيسقط النظام الرأسمالي الذي يرتكز هو أيضًا على طبيعة شرسة تنافي مبادئ العدل والتعاون التي أرساها الله قاعدةً للاجتماع البشري، وشددت عليها رسالات السماء، وهي توجّه الإنسان نحو الجادة القويمة.
- تم الإنشاء في