الفصل الثال تجربة الخدمة...لبنة على طريق نهضتنا المعاصرة
فهرس المقال
- الفصل الثال تجربة الخدمة...لبنة على طريق نهضتنا المعاصرة
- العولمة والعولمة المضادة
- كيف يقرأ كولن الأحداث؟
- دعوة كولن... عوائق وحقائق
- حراء الرمز
- إعادة تركيب كيان الأمة
- نظرة كولن إلى الحضارة
- بداية الدعوة وتكوين الإنسان الفاعل
- المدرسة، الإنسان، الحضارة
- النهضة بين المدرسة الكسيحة والمدرسة الناجزة
- أهم ما تسعى إليه المدرسة الناجحة
- الكلمة المفتاحية
- جميع الصفحات
الكلمة المفتاحية
في إجابة على تساؤل يطرحه الأستاذ كولن حول كيف يحوّل الإيمانُ الإنسانَ إلى إنسان كامل؟ يجيب قائلا: الكلمة المفتاحية (لا إله إلا الله) بذرة الإيمان، والإيمان هو منبت المشاعر السامية في الأرواح؛ إذ يجعلها تنجذب إلى عشق المعرفة والعلوم التي تتصفى في القلب، وتضحى حسًّا داخليًّا ودوحة باسقة تمتد بأذرعها حول الكيان، وتلفّ الشخصية من كل جهة وجانب، وبذلك تصير سلوكيات الفرد سلوكيات عاشق مشتاق؛ حيث تعمّق فيه العباداتُ اللدنية وازعَ التقوى، وتُقوّي رابطتَه مع السماء، وبذلك يندرج سعيه وإنتاجه وعطاءاته في دائرة الحسنى والمعروف.
ولا تفتأ النية الاحتسابية تتجه بأعماله نحو الله، مدفوعة بما يسميه كولن قوة الجذب المركزي، ويصير الرجحان -في تصرفاته وخدماته ومساعيه- للذوق الناشئ عن تلك السيرة المتعالية عن أنواع الضعف بالعامل الروحي، فتنطبع كل منجزاته بالطابع الجمالي؛ نتيجة كثرة العشق في أعماقه؛ ذلك لأن الروح المرتوية بالإيمان تترك رسمها على الأعمال، لاسيما إذا كانت هذه الأعمال، بحيث ينطبع كل منتَج وكل إنجاز بطابع الدقة والرقة والإتقان، فلكأنه ينتمي إلى عالم الفن والثقافة.
إن المحرك القلبي يوجّه سائر أعمال الفرد المحتسب وتصرفاته، ويضفي عليها غلالة من مشاعر الحب التي تعمر قلبه، ففي كل جهد تكمن نية التقرب إلى الله؛ لأن ما يرفع إلى الله يقتضي أن يكون متناهي الصنعة والأناقة؛ لذلك تتولد الأعمال موسومة بالحسن، جانحة إلى التمام والكمال؛ إذ إن داعي الإيمان يتعالى صوته أنَّى توجه الإنسان القلبي، وحيثما سار سَمِعَهُ يهتف بمعاني الإنسان - الكون - الله التي تتحول في الروح إلى سند معنوي ينعكس على الرؤية والمشاعر والأعمال.[13]
إن الفكر الإيماني يستمر في التأثير على الأنشطة الأدبية والعلمية، وسائر ما ينيط به الإنسان القلبي همته؛ لأن هذا التفكير المصهور بالنور الغيبي، سرعان ما يضحى بدوره مصهرًا يقولب كيان الفرد، ويكسبه جِبِلّة شفافة؛ لأنه يأخذ مع الترسخ صورة طبيعة ثانية في الإنسان،[14]الأمر الذي يهيئ -بتنامي هذه الطبيعة الثانية في الأفراد والقطاعات والقيادات والمجاميع المرابطة في الورشات
[1] عنوان أحد كتب الأستاذ كولن المترجمة إلى اللغة العربية.
[2] (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ)(آلِ عِمْرَان:110).
[3] راجع عموم هذه الأفكار في كتاب الأستاذ "ونحن نبني حضارتنا".
[4] مصداقًا لقوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ)(آلِ عِمْرَان:110).
[5] ونحن نبني حضارتنا، فتح الله كولن، ص:27.
[6] ونحن نبني حضارتنا، فتح الله كولن، ص:27.
[7] ونحن نبني حضارتنا، فتح الله كولن، ص:8.
[8] راجع: ونحن نبني حضارتنا، فتح الله كولن، ص:21-35
[9] ونحن نبني حضارتنا، فتح الله كولن، ص:26-27.
[10] ونحن نبني حضارتنا، فتح الله كولن، ص:15.
[11] ونحن نبني حضارتنا، فتح الله كولن، ص:15.
[12] ونحن نبني حضارتنا، فتح الله كولن، ص:24.
[13] راجع: ونحن نبني حضارتنا، فتح الله كولن، ص:51.
[14] ونحن نبني حضارتنا، فتح الله كولن، ص:52.
- تم الإنشاء في