عندما نطالع شروط القيادة الناجحة ونأخذها بنظر الاعتبار، نرى أن أفضل وأنجح قائد في تاريخ البشرية كلها هو محمد صلى الله عليه وسلم، صاحب الفطنة العظمى؛ لأنه كان قمة لم يصل إلى مستواها أحد.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائدًا عسكريا من طراز فريد، بحيث أنه كان متفوقا على العسكريين المحترفين الذين نشأوا في السلك العسكري منذ بداية حياتهم، ولم يكن الجانب العسكري فيه من نفسه، لأنه كان أمّيًّا لم يشارك في حرب بالمعنى الحقيقي قبل نبوته. ولكنه بدأ الآن يدير معارك لها استراتيجياتها وينتصر في جميعها ويتفوق فيها تفوقًا يَعجر عنه كبار القادة العسكريين المحترفين. وما هذا إلا دليل من أدلة نبوته.