أنت المراد
-1-
بك هِمْتُ،
عاشقًا لك كنتُ،
وَجْدًا قد احترقتُ...
مسهدَ العينين،
مُقَرَّحَ الجفنين،
تائهًا في العالَمَين...
إيّاك أريد، وعنك أفتّش...
عُبَابَ الغُيُوب مَخَرْتُ،
وليالي السُّهْد عِشْتُ،
والسماءَ سامرتُ،
والنهارات اجتليتُ،
والشموسَ والأقمارَ سَاءَلتُ...
عساك بلمحة جمال منك عليَّ تتصدّق،
وبلمعة من حسنك عليَّ تجود...
فلا جمال غيرَ جمالك أريد،
ولا وصلاً غيرَ وصلك أعشق..!
-2-
صوتك النَّديُّ...
إذا الآذانَ مسَّ،
وأطربَ وهَزَّ، ووَلَّهَ وهَوَّم...
فأيُّ صوتٍ بعد صوتك يُطْرِبُ..؟!
وأيُّ نداءٍ بعدَ ندائك يَعْذُبُ..؟!
كُلُّ الأصوات عدا صوتك ضوضاء وضجيج،
ونعيق ونعيب..!
ومزامير داوود من بعد صوت الحبيب،
نشاز في نشاز...
فالقلوب، إلى غير سلطانها لا تهفو،
وإلى غيره لا تصغي،
وبصوته وحده تلتذ وتنعم..!
-3-
سيدي... مولاي...
قلبي بحبّك عميد،
وشوقي إليك لا يبيد،
وعنك لا يحيد...
اسمك على شفتي رحيق،
وفي فؤادي زلال بَرُود،
وعبق ربيعي الأنسام...
شذاه يعطر الأفواه،
ويغسل الأرواح،
ويطهّر النفوس...
فبِغَير ذكْرك لا آنس،
ولغير اسمك لا أشتاق..!
-4-
إذا الروح هامت،
عشقت وحامت،
وبحماك جالت،
وإلى الأعتاب تسامت،
ودقَّت الأبواب،
وسمعت الجواب...
فأيُّ شيء دونك يشغلها،
وعنك يحجبها،
وعن بابك يطردها..
وإلى الدنيا مرةً أخرى يعيدها..؟!
-5-
سيدي...
فقير الروح أنا،
نظرة منك تغنيني...
ميت القلب أنا،
لَمحة منك تحييني...
والمساكين المشردون،
على وجوههم هائمون...
لا مسكن يؤويهم،
ولا ملجأ يحميهم...
إذا ذكروك،
وباسمك المبارك نادَوك،
استجبت لهم،
وفي كنَفك أنزلتهم،
وأعطيتهم وأكرمتهم...
فإذا هم إليك يسارعون،
وعلى مأوى محبّتك يتزاحمون...
فانجلت الهموم،
وولَّت الآهات والحسرات...
والسأم القتَّال غدا أشواقًا تغنَّى،
وأناشيدَ محبَّة،
في سماء الحق تتعالى..!
المصدر: مجلة "سِزِنْتِي" التركية؛ تعريب: أديب إبراهيم الدباغ.
- تم الإنشاء في