أتوسل إليك، وحيدًا لا تدَعْني..!
-1-
يا نور الفؤاد، ويا ضوء العين،
وحيدًا لا تدَعْني...
كن معي، إذا اجتزتُ الصعاب،
وتَوَقَّلْتُ الهضاب..!
اسمك بين شفتي ترنيمة،
أستمطر بها الأنوار،
وأستنـزل بها الرحمات...
أرجوك أشرق في أفق روحي،
بهجرانك لا تعذّبني،
بحرمانك لا تظمئني...
يا سيدي، يا مؤئل وجودي..!
دخيل على "الحق" أنا،
عن بابك لا تطردني،
ووحيدًا لا تتركني..!
-2-
يا سلطان روحي، ويا حاكم قلبي...
عبدك المُسْتَرق بين يديك،
عائد إليك، طائع لك،
متشفع بك، آمِنٌ عندك...
والكل يتوسلون، وإليك يلجأون،
لعلهم عند ربهم يُقْبَلون..!
على كرسي الأرض جسدٌ أنا مُلقَى،
لا روح ولا حياة،
فأنت روح حياتي،
ورحيق وجودي،
وظِلُّ كياني...!
أناشدك الله،
هلاَّ أشرقت في سماء روحي،
لينتهي عذابي، ويَكُفَّ حرماني..!
دخيل المولى تعالى أنا،
لا تدَع عبدك هذا وحيدًا..!
-3-
العاشقون بالمناكب على الباب يتدافعون...
رؤياك يريدون،
ولِعَذْبِ ريقك يطمحون،
وبه من أسقامهم يستشفون..!
وأنا غريق همٍّ ونَصَب،
وضجيع غَمٍّ وألَم...
فرَجي إذا أشرقتَ،
وفي سماء روحي طلعت...
فلا تجرعني العذاب،
وتحرمني الشراب..!
دخيل الاسم "الحق" تعالى أنا،
لا تدَع عبدك هذا وحيدًا..!
-4-
بوجهي المسودّ،
وبوزري الممتد،
وبوبيل خطاياي...
أسير إليك متعثرًا...
أسقط ثم أقوم،
أتقدم تارةً وأتأخر أخرى...
تبدّدتْ طاقاتي، وفنيَتْ أوقاتي...
وسؤال عليَّ يلحّ:
متى ينتهي الطريق،
وكيف سيكون المآل والمصير..؟!
فيا شمس الأمل..!
أشرق في سماء روحي،
وبهجرانك لا تعذّبني،
وبالحرمان منك لا تؤيسني...
دخيل الاسم "الحق" أنا،
لا تدَع عبدك هذا وحيدًا..!
-5-
سُقيًا لعهود مضت،
ربيعية الأنفاس،
مخضلَّة الأعطاف،
مشرقة الآفاق..!
وفجأة حالت الأحوال،
وتبدلت الفصول والأيام...
وغدت الطرق مخيفة مرعبة،
هالكة مهلكة..!
فيا أمل اليائسين،
ويا رجاء المنقطعين..!
أشرق في سماء يأسي،
واطلع في سحاب بؤسي،
ولا تعذّبني بهجرانك وحرمانك..!
دخيل المولى أنا،
لا تدَع عبدك هذا وحيدًا..!
(*) مجلة "سيزنتي" التركية، نوفمبر 1990.
- تم الإنشاء في