حياة محمد
يري الكاتب التركي محمد فتح الله كولن أن كتابه "النور الخالد" عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتناول السيرة كسرد أحداث وذكر تواريخ، وإنما يتناولها من ناحية فقهها وحكمتها، كما يتناولها من ناحية معانيها وأسرارها.
وطوال الوقت الذي يكتب فيه كتابه يضع في ذهنه مجموعة من الشباب الذين يستهدفهم بكتابته، وهو أحيانا يتوقف عن السياق الأصلي ليحدث هؤلاء الشباب ويلفت انتباههم إلي معني دقيق يريد توصيله إليهم وبهذا يكون الكتاب تاريخا ودعوة الي الله في الوقت نفسه.
....................
منذ ما يقرب من سبعين سنة عكف الأستاذ الدكتور محمد حسين هيكل على تأليف كتابه حياة محمد وحين ظهرت الطبعة الأولي للكتاب قام الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي سنة 1935 بكتابة تعريف للكتاب في مقدمته.. قال الشيخ المراغي.
أخرج الدكتور هيكل للناس كتابه حياة محمد، وهو كتاب في سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، وقد يسر لي أن أطلع على جزء منه قبل إتمام طبعه، والدكتور هيكل معروف لقراء اللغة العربية، غني بآثاره فيها عن التعريف، وقد مكنته ظروفه وطبيعة عمله من الاتصال بالثقافة القديمة والثقافة الحديثة.
وأوفي منهما على حظ عظيم..
بهذه الثقافة وبهذه القوة نسج الدكتور كتابه وقال في مقدمته:
"بدأت هذا البحث في العربية على الطريقة الحديثة، وقد تأخذ القارئ الدهشة إذا ذكرت ما بين دعوة محمد والطريقة العلمية الحديثة من شبه قوي، فهذه الطريقة العلمية تقتضيك إذا أردت بحثا أن تمحو من ذهنك كل رأي وكل عقيدة سابقة، وأن تبدأ بالملاحظة والتجربة، ثم بالموازنة والترتيب، ثم بالاستنباط القائم على هذه المقدمات العلمية، ثم بالنتائج التي يقود إليها البحث"..
وهذه هي طريقة القرآن، وقد جري الإمام الغزالي على الطريقة نفسها.
المصدر: جريدة الأهرام، 14 نوفمبر 2002.
- تم الإنشاء في