فتح الله كولن
صدر للمفكر التركي محمد فتح الله كولن كتابان ترجما إلي اللغة العربية، أحدهما كتاب أسماه المؤلف "القدر في ضوء الكتاب والسنة"، وقد ترجمه إلي العربية الأستاذ إحسان قاسم الصالحي مترجم أعمال الصوفي الكبير سعيد النورسي.
أما الكتاب الثاني فيسميه "الموازين أو أضواء على الطريق"، وقد ترجمه الأستاذ أورخان محمد علي وقدّم له الأستاذ صفوت سنيح. ومحمد فتح الله كولن، واحد من العلماء الأجلاء الذين تصدوا لموجات الإلحاد، ونجح بدروسه وشروحه أن يقاوم هذه الموجات وأن يثبت أفئدة الناس على الإيمان. وكان "كُولن" يلجأ لأسلوب سقراط.. وهو أسلوب المحاورة والأسئلة والأجوبة.. وكانت كلماته ثمرات تحمل من الحرارة النابضة والتدفق الحيوي والعطف والحنان شيئا كثيرا. وأعادت هذه الكلمات كثيرا من الناس إلي رشدهم.. ويلاحظ أورخان محمد علي أن المسلمين -رغم عصر الانصالات السهلة- مازالوا يجهلون بعضهم بعضا، وفي دوامة هذا الغزو الثقافي الذي تم تتويجه أخيرا بنداءات العولمة، تم غسل عقول المسلمين بالثقافة الغربية، ولم نعد نعرف سوي كتّاب الغرب ومفكريهم، وعلمائهم وأبطالهم ونجوم السينما عندهم. إن أطفالنا لا يعرفون صورة للبطولة غير الصورة المحفورة في أذهانهم عن "السُّوبَرمان" و"البات مان" و"رجل العنكبوت"... ولا نجاة لنا في رأيه إلا بعد تحطيم هذه الأسوار الثقافية العالية التي بنوها حول عقولنا. ومن وسائل التحرر من ربقة هذا الاستعمار الفكري والثقافي، أن نقوم بتعريف كتابنا ومفكرينا. لقد قام الماركسيون في البلدان العربية بترجمة جميع أشعار الشاعر التركي الماركسي ناظم حكمت إلي اللغة العربية وكتبوا عن حياته وأدبه وشعره عدة كتب، بينما لا يعرف أحد في بلادنا شيئا عن الشاعر التركي محمد عاكف، والشاعر والمفكر والمسرحي "نجيب فاضل" ولا عن الشاعر المتصوف "جلال الدين الرومي" أو "يونس أمرَه".المصدر: جريدة الأهرام، 28 يناير 2002
- تم الإنشاء في