شجرة الإيمان
يؤمن أورخان محمد علي بأن شجرة الإيمان بدأت تهتز، وعصارة الحياة تصعد وتتحرك في أغصانها وعروقها.. والأوراق الصفراء بدأت تخضر، إذن فالجذور كانت حية..
لقد عاد الغريب إلي دياره بعد طول الغربة واللوعة والفراق، والشمس التي غربت تحت ظلال وألوان حمراء دامية وباكية بدأت تشرق من جديد، وترتفع أمام الأنظار في الأفق رويدا رويدا.. تهب النور والأمل من جديد، -وبرغم كل ما يجري للمسلمين في أنحاء العالم - يري أورخان أننا أمام صحوة إسلامية مباركة، وهي صحوة يحتاج فيها المسلم إلي معرفة نبيه والتعلم منه والتأسي به وتجديد إيمانه وإلهاب مشاعره.
من المهم إذن أن يعرف المسلم بعض أسرار هذه البعثة المحمدية ومداها وشمولها وعمقها، والطرق التي اختطتها، وحكمة يد القدرة فيها؛ لذا فإن هذا الكتاب (النور الخالد) وأمثاله من الكتب التي لا تتناول السيرة كسرد أحداث، وذكر تواريخ، بل تتناولها من ناحية فقهها وحكمتها ومعانيها وأسرارها تبقي من أهم الكتب في تغذية هذه الصحوة وإنارة الطريق أمامها، والتحذير من مفاوزها ومخاطرها، فهو كتاب كل مسلم وضع قدميه ليسير علي بركة الله في هذا الطريق متوجها إلي رسوله ومرشده وقائده وزعيمه.
مَن هو مؤلف الكتاب؟..
هو الشيخ محمد فتح الله كولن، وهو يعتبر مفكرا رفيع المستوي، وقد لفت إليه جميع الأنظار بما قدمه من خدمات كانت بداية لعهد جديد ومرحلة جديدة، وهو رجل متواضع يحب ألا يُنسب إليه أي فضل أو زعامة.
ولد الشيخ محمد فتح الله كولن في قرية صغيرة في الأناضول يستمر فيها موسم الشتاء تسعة أشهر في السنة هي قرية كوروجك، وكان بعض أحفاد الرسول قد لجأوا إلي منطقة وادي "بتليس" هربا من ظلم الأمويين والعباسيين، وأصبحوا مرشدين معنويين في المنطقة، وامتزجت الروح الإسلامية في نفوس القبائل التركية الموجودة في هذه المنطقة.
وفتح محمد فتح الله عينيه في بيت يشيع في أرجائه الروح الإسلامية، وتعلم حفظ القرآن في طفولته وراح يمتص إشعاعات الإيمان ويخزنها في ذاكرته منذ أن تفتح وعيه علي الحياة.
المصدر: جريدة الأهرام، 1 نوفمبر 2003.
- تم الإنشاء في