كلمة عن المؤلف
نشأ الشيخ محمد فتح الله كولن في قرية صغيرة في الأناضول يستمر فيها موسم الشتاء تسعة أشهر في السنة، هي قرية كوروجك التابعة لمحافظة أرضروم. وكان بعض أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم قد لجأوا إلي منطقة وادي "بِتْلِيس" هرَبا من ظلم الأمويين والعباسيين وأصبحوا مرشدين معنويين في هذه المنطقة، فامتزج الروح الإسلامي في نفوس القبائل التركية الموجودة في المكان أو قريبا منه.
كان البيت الذي تربي فيه الشيخ محمد فتح الله كولن يشيع في أرجائه روح الإيمان وحب آل البيت النبوي الشريف.
درس العلوم الشرعية، ونهل من معين العلوم الطبيعية، وقرأ آداب الأمم الأخري..
وأثناء أعوام دراسته تعرف برسائل النور وحركة طلاب النور، وهي حركة تجديدية شاملة، كان الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي قد بدأها في الربع الثاني من القرن العشرين.
كان أكثر ما يشغل الشيخ فتح الله كولن هو التعليم.. وهكذا قام مُحبّوه -ضمن إطار القوانين المرعية في تركيا- بإنشاء العديد من المدارس والأقسام الداخلية ومدارس تهيئة الطلبة لدخول الجامعات، وبعد انهيار الاتحاد السوفْيتي انتشروا في العالم بأسره تقريبا، ولا سيما في بلدان أسيا الوسطي.. وبينما كان عديد من الناس يغرقون في مناقشات لمسائل فرعية لا قيمة لها كالنقاش حول دار الإسلام ودار الحرب، كان جواب الشيخ فتح الله "ان تركيا هي دار الخدمة". حسم الأمر وانتشرت هذه الخدمة في الدنيا بأسرها.. بدأت بالمدرسة والفهم والمرونة والحوار..
سنة1990 بدأ الشيخ فتح الله بحركة رائدة في الحوار والفهم والمرونة البعيدة عن التعصب والتشنّج، ووصلت الحركة ذروتها في الاجتماع الذي تم عقده في الفاتيكان بين الشيخ فتح الله والبابا بعد دعوة البابا له.
وقد آمن الشيخ فتح الله بأن ثورة وسائل الاتصال حوّلت الدنيا إلي قرية عالمية، وبالتالي فإن أي حركة تقوم على التعصب والخصومة لن تؤدي إلي أي نتائج إيجابية، ولذلك يجب الانفتاح على الجميع مهما كان فكره وعقيدته..
كتب الشيخ فتح الله 17 كتابا ترجم معظمها إلي اللغات الأخري إلي جوار عديد من أشرطة الكاسيت.
المصدر: جريدة الأهرام، 6 نوفمبر 2002.
- تم الإنشاء في