خلو البال من الهم
كان فخر الإنسانية (ص) قبل البعثة المباركة وبعدها مفعما بالهم متلفعا بالغم إزاء ما يرى من شقاء مادي وضياع روحي يسود البشرية كلها. فالروايات تقول إنه كان قبل النبوة يعتزل الناس أحيانا ويخلو إلى نفسه متأملا في مشاكل الإنسانية المأزومة. أما عن مبلغ همه بعد أن تحمل مهمة الرسالة فينبه إليه القرآن العظيم قائلا "لعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا"، أليست الآية ذات مغزى عميق يهز القلب هزا ويؤثر في صميم الوجدان. إن أخطر همنا اليوم خلونا من الهم. الهم الذي يسلبنا النوم ويقض مضجعنا ويتركنا مؤرقين عدة أيام في الأسبوع ونحن نسعي جاهدين نغرس حقائق الإيمان والقرآن في القلوب ونتطلع إلى أن يستجيب لها ضمير المجتمع الإنساني. وإذ لم نأرَق بمثل هذا الهم اليوم، فسوف تنهمر علينا مهمات تحرمنا النوم غدا. والحق أقول؛ يكاد المرء يتفطر أسفا حينما لا يرى من يتفطر هما.
- تم الإنشاء في