لا تنقضوا عهودكم..!

عظيم النفس،
رفيع القدْر،
عالي الهمَّة...
فما يضيرك أن يقدح بك القادحون،
أو يغفل عنك الغافلون..؟!
الْزمْ حدَّك، وموقعك لا تغادر...
فالآلاف غيرك،
طواهم الموت،
دون أن يُعْرَفوا، أو يكرَّموا...
جنودًا مجهولين مضَوا،
وجنودًا مجهولين عاشوا...
أين همَّتك..؟
أين نخوتك..؟
أين رجولتك..؟
غيرك على هذه الأثقال غير قادر،
وغيرك لهذه الأحمال غير حامل...
تقدَّمْ،
وتوقَّل شموخ الصعاب،
وعصيَّات الهضاب...
فبهمّتك تتهاوى الذرى،
وتتساقط العوائق والصعاب...
فالسموات -إن رأَتك- بك تفاخر،
والأرضون لوقْع خطاك تقيم المباهج...
تقدَّمتَ أو تأخّرت،
ارتفعت أو انخفضت،
فمقامك عند الله محفوظ،
وجهدك عنده مشكور..!
المنفعةَ تريد؟!
ليس هذا بهمّتك يليق...
رفيع المقام تبغي؟!
ما أُعطيتَ على هذا العهود...
مخلصًا كنت،
فإخلاصك لا تخدش،
وصالح عملك لا تبطل..
بطلاً قَدِمْتَ، وستبقى بطلاً،
للآخرين تضحّي...
تقتحم النيران لأجلهم...
فدائيا تبقى،
روحك على كفّك،
من أجل الآخرين تموت...
هكذا عرفناك،
وهكذا نريدك...
فعلى ذلك أَعطيتَ العهود،
وعلى ذلك واثقناك...
فلا تنقض عهدًا،
ولا تُخفر ذمّة..!

المصدر: مجلة "سِزِنْتِي" التركية؛ تعريب: أديب إبراهيم الدباغ.

Pin It
  • تم الإنشاء في
جميع الحقوق محفوظة موقع فتح الله كولن © 2024.
fgulen.com، هو الموقع الرسمي للأستاذ فتح الله كولن.