الشاب
الرجل الشاب مصدر أمل للقوة والقدرة والذكاء. فإن تم الاهتمام بتربيته وتنشئته أصبح "هرقلاً" يتغلب على المصاعب ورجل فكر ينير القلوب ويعيد ترتيب الأمور وتنظيمها.
المجتمع يشبه وعاءً بلورياً، والشباب هم السائل الذي يملأ هذا الوعاء ويعطيه شكله ولونه. ولا أدري أيستطيع حواريو النظام في المجتمع الذين يدعون الشباب دوماً إلى الانقياد والطاعة أن يتريثوا لحظة ويلقوا نظرة إلى أنفسهم؟
الأهواء تشبه الحلويات، أما الفضائل فتشبه أطعمة فيها بعض الملوحة. لذا أهناك حاجة لتخمين الصنف الذي سيختاره الشباب والصنف الذي سيتركه إن أعطيت له حرية الاختيار كاملة؟ هذا مع العلم بأننا مضطرون لتنشئتهم بحيث يكونون مع الفضائل وضد الرذائل وضد السقوط الأخلاقي.
حتى اللحظة التي نصل فيها بالتربية إلى نجدة الشاب نراه في المحيط الذي نشأ فيه يحوم بجنون حول الأهواء والشهوات بعيداً عن البصيرة وعن العلم والمنطق. ولكن إن أعطيت له تربية تربطه بجذوره وتهيئه للمستقبل، انقلب إلى شاب يعكس شعور الأمة وفكرها ويمثلها.
إن تقدم الأمة إلى الأمام أو تراجعها إلى الوراء وانحطاطها مرتبط بالتربية والروح والشعور الذي تتشربه أجيالها الشابة. فطريق التقدم مفتوح دوماً أمام الأمم التي تعد شبابها إعداداً جيداً. أما الأمم التي تهمل شبابها فلا تستطيع أن تخطو خطوة واحدة إلى الأمام.
على الذين يرغبون في معرفة مستقبل أي أمة والتنبؤ به القيام بالنظر إلى التربية المعطاة إلى شباب تلك الأمة. عند ذلك يستطيعون التأكد بإنهم يستطيعون هذا وأن أحكامهم ستكون صحيحة مئة بالمئة.
- تم الإنشاء في