الأستاذ كولن: الديمقراطية تلقّت طعنة أخرى في مصر
أدلى العلامة التركي المعروف على الصعيد العالمي "محمد فتح الله كولن" بآرائه حول الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المصري المنتخب "محمد مرسي" وتداعياته المختلفة، وذلك في موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت.
وذكّر كولن بأن مرسي أصبح رئيسًا لمصر عقب عملية انتخابية جرت ضمن المعايير الديمقراطية التي تدافع عنها العالم، مؤكّدًا أن الانقلاب العسكري في مصر سوف يذكره التاريخ باعتباره جريمة نكراء، تمامًا مثل الانقلابات العسكرية التي شهدتها تركيا في 27 مايو / من عام 1960، و12 مارس / آذار من عام 1971، و12 أيلول / سبتمبر من عام 1980، وغيرها.
وفيما يتعلّق بالمزاعم التي تقول بأن مرسي عُزل من منصبه نتيجةً لفشله وأخطائه المختلفة في الإدارة، لفت كولن إلى أن ارتكاب الأخطاء هو سمة بشرية طبيعية، ومع ذلك فإنه من الصعوبة بمكان أن يتجاوز الإنسانُ المرحلةَ الابتدائية والتلمذة المهنية حتى في مجال الشؤون البسيطة، لذا من الظلم والإجحاف إصدار حكم على شخصٍ توصّل إلى السلطة عبر الطرق الديمقراطية المعروفة ولم يمضِ على حكمه إلا سنة واحدة، فضلاً عن أن إدارة الدولة من الأمور الجليلة التي تتطلّب تجربة وممارسة تعتمد على سنين مديدة، وأن.
وحول الانتقادات الموجّهة ضد الرئيس المعزول محمد مرسي بسبب إزاحته من السلطة من قبل المقرّبين له، أشار كولن إلى أن كل مؤمن من الممكن أن يخطئ وينخدع، لأنه مأمور بحسن الظن بالآخرين، ثم أضاف بقوله "قد تحتضنون إنسانًا ويقرّبونه منكم باعتباره أخًا لكم منذ 20 عامًا أو 30 عامًا، ولكن قد يأتي يوم وتتلقّون فيه طعنة في ظهركم من قبل هذا الإنسان بشكل غير متوقّع، فيسبّب لكم أوجاعًا متنوعة. وقد يكون السيد مرسي قد أعمل هذا الدستور (حسن الظن) تجاه المقرّبين منه."
وفي هذا السياق، نوّه الأستاذ كولن بضرورةِ قيام مَنْ بإمكانه الاطلاع على بواطن الأمور وخفايا الأحداث ومجرياتها، كأجهزة المخابرات، بما فيها جهاز المخابرات التركي، بتنبيه الرؤساء والمسؤولين وتحذيرهم إزاء مثل هذه الأخطار، تفاديًا لوقوعهم في أخطاء قد يكون الرجوع عنها مستحيلاً فيما بعد. ومن المحتمل أن مرسي انخدع ببعض الأشخاص لموقفه المبدئي من دستور حسن الظن بالآخرين ولا يمكن، والواقع هذا، إلقاء اللوم عليه، ولكن كان ينبغي على أجهزة المخابرات تنبيهه وتحذيره مسبقًا بهذا الخصوص.
واختتم الأستاذ محمد فتح الله كولن قوله بوجوب تجنّب المسلمين من سوء الظن بإخوتهم واتهامهم بارتكاب أخطاء، ووصفهم بأنهم ليسوا أصحاب عقول ناضجة ولا يتبعون سياسة حكيمة وحنكة إدارية وما إلى ذلك، وذلك لأن العلاقة الإيمانية التي تجمعنا معهم هي التي تمنع ذلك.
- تم الإنشاء في