"فتح الله كولن ليس بطلي فقط، بل أكثر من ذلك نموذجا لديانات أخرى"
صرح قسّ أمريكي بارز بأن جميع الديانات في حاجة إلى مثل التزام فتح الله كولن، الباحث الإسلامي التركي، "فتح الله كولن ليس بطلي فقط، بل أكثر من ذلك نموذجا لديانات أخرى"والذي يركّز في تعاليمه على حوار الأديان. تعاليم يُثني عليها عدد كبير من المختصين على نطاق دولي واسع.
صرح قسّ أمريكي بارز بأن جميع الديانات في حاجة إلى مثل التزام فتح الله كولن، الباحث الإسلامي التركي، والذي يركّز في تعاليمه على حوار الأديان. تعاليم يُثني عليها عدد كبير من المختصين على نطاق دولي واسع.
وقال ديرك فيكا المدير التنفيذي لمجلس برلمان أديان العالم الواقع بشيكاغو، واحدة من المنظمات غير الحكومية الدولية التي تهدف إلى غرس بذور تفاهم أفضل بين المجتمعات الدينية والروحية عبر العالم من خلال تسليط الضوء على أوجه التشابه مع تثمين الاختلافات بينهم. قال: "إنني لا أعتبر الأستاذ فتح الله كولن بطلا فقط لما أسداه للمجتمعات المسلمة، بل إنه (يقدم) نموذجا لجميع الديانات الأخرى."
وفي مقابلة أجراها مع جريدة "زمان اليوم" ببروكسيل أشاد فيكا بأنشطة الحركة الدينية المسماة على اسم فتح الله كولن، والذي ألف أكثر من خمسين كتابا، ترجم أغلبها إلى لغات عدة كالإنجليزية والفرنسية والروسية والعربية، والمعروف بمئات الخطب التي ألقاها لحد الآن مشددا فيها على أهمية تعزيز التواصل بين الناس من مختلف الأديان والثقافات. وقال: "إنني معجَب جدّا بهذا الرجل، وقرأتُ بعضا من أعماله، واطّلعت على أنشطة الحركة التي ألهمها. إنه رجل اجتماعي وسمح. وقد ألهمَت أخلاقه المتسامية الداعية إلى قيم الإسلام العليا ويسره، العديد من المسلمين الأتراك وغيرهم عبر العالم". وأضاف مسجلا: "إن فتح الله كولن يشجع المسلمين على معاملة الجميع كجيران مسلمين أو كإخوان." وهذه مسألة، يدعو فيكا جميعَ الأديان للعمل بها.
لقد تم لحدّ الآن فتح المئات من المدارس المختلفة الأحجام، من رياض الأطفال إلى الجامعات، في أكثر من مائة دولة. وكان وراء هذا الفتح رجال أعمال ومدرّسون وأكاديميون -يعرفون غالبا بمتطوّعي التربية والتعليم في تركيا- ألهمتهم تعاليم فتح الله كولن. كل عام، يُستدعى تلاميذ هذه المؤسسات المتفوّقون إلى تركيا للمشاركة في ألمبياد تركيّ تقليدي. وقد حضر العامَ الماضي إلى المسابقة الثقافية واللّغوية مشاركون من ١٢٠ دولة. وأعرب فيكا عن تقديره بتغطية هذه المبادرة بقوله: "أينما حللتُ، فإذا بي أجد منظّمة من منظمات حركة فتح الله كولن".
وأضاف مشيدا بلامركزية الحركة وبلا هرمية بنيتها وبطبيعتها التطوعية في قوله: "إن حركة كولن مختلفة كونها جزء من الناس، في حين تعمل مؤسساتها على تحقيق أهداف وظيفية وعملية، بدلا من تكوين بنية سلطوية أو حاكمية". وأوضح قائلا: "أعتقد أن الناس يجب أن يشعروا بأنهم في خدمة شيء أكبر بكثير (من المؤسسات)". وبالنسبة للقس فيكا فحركة فتح الله كولن بخصائصها المذكورة آنفا هي أيضا نموذج لمجلس برلمان أديان العالم.
وقد بيّن فيكا خلال المقابلة كيف ينبغي فهْم حوار الأديان، موضّحا أن مجلسهم يدعم تفرد وخصوصية كل الأديان ويشجع على اجتماعهم حول مائدة واحدة تحت سقف المجلس من أجل التواصل. وأضاف أن أي توافق في الآراء حول مسألة معيَّنة ليس شرطا لعقد اجتماع، مؤكدا على أن المجلس يرحّب بجميع المشاركين من جميع الأطياف بغضّ النظر عن اختلافاتهم. وقال فيكا أنه يتم أحيانا تقديم هدف المنظمة على أنه توحيد جميع الأديان، لكنه اعتبر هذا شيئا أبعد عن الحقيقة". وأضاف أن: "الحوار تفاهم متبادل، سواء اتّفقنا أو لم نتّفق".
وللإشارة فالمجلس ينظم كل خمس سنوات تجمّعا دوليا لـ"البرلمان" في مدينة مختلفة. وقد بدأ انعقاد هذا الحدث منذ أوائل التسعينات بكل من شيكاغو، وكيب تاون، وبرشلونة، وكان آخرها في مَلْبُورن العام الماضي حيث عرف مشاركة واسعة من ممثّلين عن مجامع دينية وروحية من جميع أنحاء العالم. وسيعقد الاجتماع المقبل في 2014، والمدن المرشحة لاستضافته هي غوادالاخارا ودالاّس وكذلك برُوكْسَل.
المصدر: جريدة "زمان اليوم" الإنجليزية، 22 نوفمبر 2010.
- تم الإنشاء في