المدارس التركية تقوم بأعمال عظيمة
تعمقت العلاقات بين تركيا وأذربيجان خلال الثمانية عشرة سنة الماضية في المجالات الثقافية والتربوية، علاوة على الاقتصاد والتجارة. واحتل آلاف من الطلاب الآذريين حتى الآن مناصب مختلفة في بلادهم على اعتبار أنهم من خريجي الجامعات في تركيا. وقامت جامعة القفقاس والمدارس التي أنشأها المستثمرون الأتراك في أذربيجان بتزويد الأجيال الجديدة بالإمكانيات الحديثة. وأخذت اثنتا عشرة مدرسة ابتدائية وثانوية، وإحدى عشرة دورة تمهيدية للجامعة، وجامعة(كلها تابعة لشركة جاغ (çağ) للتعليم) بمزاولة أنشطتها وفعالياتها. يدرس بهذه المدارس ما يقرب من خمسة آلاف طالب، وهي الآن أشهر المدارس في أذربيجان.
تحدث الرئيس الآذري إلهام علِييف عن المدارس التركية قائلا: "إنني معجب للغاية بهذه المدارس وأدعمها، فهي تقوم بأعمال عظيمة". وفي خلال زيارة عليوف الأخيرة لتركيا استقبل السيد "أنور أوز أرن" رئيس مجلس إدارة شركة جاغ (çağ) للتعليم، واهتم بشكل خاص بالوضع الأخير الذي آلت إليه المدارس، وقال: "أتمنى زيادة عددها".
وقد وصف الزعيم الوطني الراحل حَيدر عَلِييف رحمه الله النجاحات التي أحرزتها المدارس التركية بأنها نجاحات أسطورية. كانت أفكار الأستاذ الشيخ فتح الله كولن سببا في إنشاء كثير من المدارس في أذربيجان، فكان عليوف يخاطبه بقوله: "صديقي العظيم الذي أُكنُّ له كل احترام وتقدير"، فلما اختير عليوف رئيسا للجمهورية مرة أخرى سنة 1998م بعث له كولن (Gülen) بخطاب تهنئة، فشكره عليوف على خطابه هذا ورد عليه قائلا: "أرجو لكم موفور الصحة والعافية، والمزيد من الأعمال الخيرية".
قبل إعلان استقلال أذربيجان بسنة واحدة وقعت مجزرة كبيرة في العشرين من شهر يناير سنة 1990م وسحق المواطنون الآذريون تحت إطارات الدبابات الروسية، فاستقبل كولن هذه الواقعة بحزن وأسى كبيرين، ووجّه محبّيه إلى مد يد العون وشجّعهم قائلا: "اذهبوا، وساعدوا إخوانكم!". وعلى هذا شرع المتطوعون الأتراك عقب الاستقلال في إقامة المدارس في أذربيجان.
يقول "أنور أُوز أرَن" رئيس مجلس إدارة شركة جاغ (çağ) للتعليم: "إن الحفاظ على الأخوة والصداقة بين تركيا وأذربيجان هو واجبنا الأساسي الأول". وأوضح أن زعيمي تركيا وأذربيجان قد أحسنا الرد على مَن يود الإخلال بالصداقة والمودة بين الدولتين بإثارة قضية فتح حدود أرمينيا، وقال: "إن مئات المدرِّسين يفدون إلى أذربيجان من مدن مختلفة بالأناضول، ويعملون على مساعدة إخوانهم الآذريين، ويتقاسمون معهم علمهم ومعارفهم.
المصدر: جريدة "زمان" التركية، 29 مايو 2009.
- تم الإنشاء في