المقدمة

الحمد لله الواحد الأحد الحق المبين الذي لا شريك له وكفرت بما سواه. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه خير خلقه أكرم الأولين والآخرين صلوات الله وسلامه عليه وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى الملئكة المقربين وعلى عبادك الصالحين من أهل السموات وأهل الأرضين.

أما بعد: فإن الدعاء هو العبادة إذ به يُقبل العبد على الله ويعرض عما سواه، وهو سلاح المؤمن، ويرد به القضاء. كيف لا وقد قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ وقال: ﴿وَاِذَا سَأَلَكَ عِبَادي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ اُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّعِ إِذَا دَعَانِ﴾ وقال: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾.

وقال عليه الصلاة والسلام: «اَلدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ». وقال: «اَلدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ». وقال: «اُدْعُوا فَإِنَّ الدُّعَاءَ يَرُدُّ الْقَضَاءَ». وقال: «لَنْ يَنْفَعَ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ عِبَادَ الله»

فاعلم بهذا أن أفضل حال الإنسان حال يدعو ربه ويناجيه ويشتغل بالأذكار الواردة من سيد المرسلين عليه أكمل التحايا...

وقد صنّف علماؤنا من قديم الزمان في عمل اليوم والليلة من الدعوات والأذكار كتبا كثيرة -جزاهم الله خير الجزاء ونفع بها المسلمين أجمعين- فقصدتُ تسهيل ذلك على الراغبين، واختصرت منها ما يمكن دوامه عليه للداعين والذاكرين، واللهَ الرؤفَ الرحيم والودود المجيب أسأل التوفيق والهداية والتقوى والدوام على أنواع العطايا والبهايا والجمع مع محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، وسبحان الله لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شىء علما، وأستودع الله ديني ودنياي ووالدي وأستاذي وإخواني، فإنه نعم الحفيظ!...

محمد فتح الله كولن